[أبو الخطاب]

1- أسباب ظهور المكتبات الإسلامية وازدهارها :-إن لظهور المكتبات في حضارة من الحضارات يعتمد إعتماد أساسي على عدة أمور منها :- التأليف والتبادل الثقافي بين الشعوب والترجمة ... وقد كان لضهور المكتبة أسباب عدة نذكر منها :-# أزدهار حركة التأليف والترجمة :-فبعد أن أنتقل المسلمون من طور الشفاهة والحفظ فقط إلى طور الكتابة والتدوين والترجمة زاد عدد الكتب وزاد إهتمامهم بمواد وأدوات الكتابة , وقد توجهوا إلى تدوين الكتب الإسلامية وكذلك الكتب التي تحفظ تراثهم وتاريخهم وآدابهم . كذلك أن التدوين والتأليف قد نشط نشاطا هائلا , وحفل العالم الإسلامي بالعلماء والبحاثة والمؤلفين الذين يكتبون ويؤلفون في جميع المواضيع , وهكذا كان سببا لتعدد وتنوع المكتبات الإسلامية والتي سوف يأتي ذكرها لاحقا . أما عن حركة النقل من اللغات الأجنبية – اليونانية والفارسية والهندية والقبطية والسريانية – إلى اللغة العربية قد استمرت في هذه اللغة بالتحديد – القرن الأول والثاني الهجري – حيث أولتها الدولة عناية أكبر حتى أن بعض الخلفاء العباسيين أهتموا بالموضوع هم بأنفسهم وبلغ الأمر ذروته زمن المأمون .وقد تابع الخليفة المنصور العباسي ( 136 – 258 ه ) عملية نقل وترجمة التراث الأجنبي – الهيليني والفارسي – إلى اللغة العربية .وإذا تحدثنا عن العهد الذهبي للنقل والترجمة من سائر اللغات إلى اللغة العربية فهو عصر الرشيد وابنه المأمون ؛ وذلك لان النقل أصبح في زمانهما عملا رسميا تتولاه الدولة وتنفق عليه من موازنتها وتحشد له أعظم النقلة والعلماء والمفكرين وتؤسس له المؤسسات العلمية ويرتحل في طلب الكتب العلمية والفلسفية والطبية ويراسل الملوك والحكام من أجلها .ويذكر أبن الطقطقي أثناء كلامه عن المأمون : وله ( للمأمون ) أختراعات كثيرة في مملكته أنه أول من محض منهم ( يقصد الخلفاء العباسيين ) عن علوم الحكمة وحصل كبتها وأمر بنقلها إلى العربية . # تشجيع الخلفاء والحكام المسلمين للعلم والعلماء :-لم يهتم المسلمون بشيء كما أهتموا بتدوين كتاب الله وضبط آياته حتى لا يلحن فيه غير العرب من المسلمين . فلو نظرنا إلى الخلافة الإسلامية لتيقنا على أهتمامهم بالعلم والتعلم الذي غرسه الرسول صل الله عليه وسلم في نفوسهم , وخير دليل على ذلك أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه قام بتجميع القرآن في مصحف واحد بعد أن نظر إلى أحوال حفظة القرآن بعد حروب الردة . كذلك كان دليل على تشجيع الخلفاء والحكام المسلمين للعلم والعلماء .ومن أراد أن يرى الصورة الكاملة لضخامة حركة التأليف العربية في تلك الحقبة من التاريخ فليرجع إلى فهرست أبن النديم الذي يعتبر في حد ذاته دليلا حيا وملموسا على كثرت المصنفات والمترجمات لدرجة أن يجد أحد الوراقين – وهو أبن النديم – مبررا لجمعها من أول عمل ببليوجرافي عربي عرفه التاريخ # انتشار صناعة الورق في بغداد والبلاد الأخرى :-إن بناء المعرفة وزيادة قدرة الإنسان على فهم العالم المحيط به لم يأت وليد المصادفة؛ ولكنه احتاج منذ النشأة الأولى إلى عمل دائب لكشف الحقائق العلمية وخبايا المواد وكنهها والعوامل التي تؤثر فيها. والواقع أن للعلم تاريخاً طويلاً بدأ منذ أن بدأ الإنسان يفكر ويعمل , و تاريخ الورق وتطوره شاهد على العصور وكل الحضارات وموصل لكل نتائج العلم والعلماء بما فيها هذا الاكتشاف نفسه ( صناعة الورق )و من المعروف أنه مع دخول الورق إلى العالم الإسلامي أخذ يظهر فن الكتابة على مستوى كبير، ولم يكف عن التطوير .و قبل بداية الإسلام كان القرآن الكريم يُكتب بأجزاء صغيرة على مواد مختلفة وغريبة مثل: أكتاف الإبل واللحاف (وهى أحجار كلسية بيضاء عريضة ورقيقة) في العسب (عسب النخيل) وفى الرق، حتى جمع سوره في أول الأمر، الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه – كما ذكرنا سابقا - (المُتَوَفَّى سنة 634م) معتمدًا في ذلك على أوراق البردي # ظهور حركة الوراقين:-فقد كانت مهنة الوراقة مهنة محترمة أشتغل بها علماء أجلة مولفون مرموقون منهم أبن النديم صاحب كتاب الفهرست الذي ألفه سنة 377 ه . وقد وجدت دكاكين الوراقين في الدولة العباسية منذ أوائل أيامها , ومع كثرة الورق وأنتشار أستعماله فتحت دكاكين الوراقين في جميع مدن البلاد الإسلامية , وأصبح هناك أسواق خاصة تعرف بالوراقين . وهذا مهد السبيل لظهور المكتبات آنذاك . وبعد أن أُتيح للعرب الاتصال بغيرهم نراههم قد عرفوا ورق البردي في مصر والورق الصيني. ونجد أن أقدم ما كتب عليه العرب منذ ظهور الإسلام الجلود والأقمشة، وأشهرها النسيج المصري القباطي، الذي كُتبت عليه المعلقات السبع قبل الإسلام.المصدر :1- المكتبات في الإسلام / محمد ماهر حمادة .2- تاريخ الكتب والمكتبات / عبدالستار الحلوجي .3- مقال بعنوان : من البردي إلى الورق .محمد

[هلا الشريف]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأشكرك أخي الكريم / أبو الخطابوجزاك الله خيراً على هذه المعلومات القيمة ،جعلها الله في موازيين حسناتك . تقبل تحياتي !!! *·~-.¸¸,.-~* *·~-.¸¸,.-~*َياَ حَـبّـذَاَ مَـّكَــةَ مِـن وَاَديِ ... أرضٌ بها َأهَــِليِ وَعُــّوَاَديِ َأرضٌ َأمَــشيِ بِهِا بِــلاَ هَـاَدِيِ ... َأرضٌ بِهِا تَــــرسَخُ أَوتَـَادّيِ...