[أم حبيبـة]

رياض عبدالعزيز الطويهر
(مدارس المجد الأهلية – القسم الثانوي)

عندما نتحدث عن أدب الطفل فإننا نقصد بذلك جميع ما يقدم للأطفال من قصص وحكايات وكتب تحاكي عقولهم ، ولا شك أن هناك مساعي حثيثة لتقديم ما هو عربي إسلامي ، إلا أن هناك محاولات كبيرة وملحّه لغزو هذه العقول والسيطرة عليها سيطرة كاملة . فنجد أن أدب الطفل يعتمد بشكل كبير على ترجمته من اللغة الإنجليزية أو من اللغة الفرنسية، وهذا سبب كافٍ لغزو عقول أطفال المسلمين، فالمترجمين اهتموا بترجمة الأعمال القصصية بكل ما تحمله من مخالفات دينية وخلقية، وبالطبع هدفهم الأول والأخير هو الربح المادي متناسين أن الطفل لا يستطيع التفريق بين الغث والسمين.

فأغلب القصص الموجودة في الأسواق هي في الأساس قصص غربية لشخصيات كرتونية، فعلى سبيل المثال لا الحصر الشخصية المعروفة لدى أطفالنا وللأسف وهي (ميكي) عبارة عن سلسلة مترجمة أمريكية تأتي إلينا مرسومة ومكتوبة بالإنجليزية وما على ناشريها سوى ترجمة النص من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية من دون تنقية النص من المخالفات الشرعية ونحوها.

ويرجع السبب وراء الضعف في أدب الطفل العربي المسلم إلى اعتقاد الأديب أن الكتابة للأطفال أكثر ربحية من الكتابة للكبار. فهل حظي كتاب الطفل في ظل الكم الهائل من المطبوعات التي تقوم المطابع بطباعتها بحقه من الكتابة والتأليف والنشر فعندما، طرح هذا السؤال في إحدى المجلات على الأديب عبدالتواب يوسف الحائز على جائزة الملك فيصل العالمية لأدب الطفل عام 1412هـ، والذي قدم أكثر من (200) كتاب للطفل العربي فقال: إن الرقم المعلن من إنتاجنا في عالمنا الإسلامي حوالي (100) كتاب، وفي أنحاء العالم العربي لا يتجاوز (200) كتاب، بينما عدد الأطفال حوالي (70) مليون طفل عربي.

ويضيف الأديب عبدالتواب أن عدد الكتب المطبوعة سنوياَ في عدد الكتب النسخ يتضح مدى ضآلة الرقم، فكما نعلم أن أي كتاب لا يتجاوز طباعته أكثر من خمسة آلاف نسخة وهذه النسخ تتولى شراءها الهيئات والمكتبات بأنواعها المختلفة، وبالتالي أستطيع أن أقول إن نصيب الطفل جملة في كتاب نظراَ لبساطة الكتب المطبوعة، فلو قسمنا عدد الكتب المطبوعة على عدد الأطفال يكون نصيب الطفل جملة في كتاب، ويضيف إن الإنتاج العربي والإسلامي في مجال أدب الطفل من الناحية الكمية ضئيل جداً ومحزن وهزيل للغاية، فالوطن العربي يستخدم من الورق عشر ما تستخدمه بلجيكا وهو عشرة ملايين، أما من ناحية الكيف فالأطفال في أمريكا مثلاً يصدر لهم سنوياً ما يقرب من 2500 كتاب.

إن العصر الذي نعيشه وهو عصر المعلومات فهل يجد الكتاب له مكان؟ وهل للكتاب والقصة أن يجد مكاناً وسط غزو الفضائيات وما جرّت من ويلات ؟؟ أسئلة تلح وتردد ووراءها أمل الغيورين وغيرة الناصحين.

إن أدب الطفل في أشد الحاجة إلى تعدد الزوايا، وتغيير النمط المعهود مثل: (هل تعلم ـــ طرائف ـــ أقوال وحكم) إلى زوايا متجددة كإضافة (تقنية ومعلومات ــــ علوم ــــ مسابقات ونحو ذلك) كما لا بد من فهم نظريات التربية وعلم النفس وبخاصة ما يتعلق بالطفل، وإتاحة المجال له للمشاركة في المجالات الخاصة به وتنمية موهبة الكتابة لديه، ومما لا شك فيه أن الحاسب الآلي يستحوذ على اهتمام الطفل العربي بشكل خاص، فمن هذا الباب ينبغي الاهتمام به وذلك بتخصيص زوايا وقصص ومقالات قصيرة في هذا المجال كأن تقدم معلومات عن الحاسب الآلي، وفوائده، وطريقة استخدامه، وأهم برامجه، والطرق الناجحة في التعامل معه، بالإضافة إلى كيفية الدخول إلى الإنترنت واستخدام محركات البحث في الحصول على المعلومات التي يود البحث عنها، وحبذا لو وضعت عناوين بعض المواقع الإسلامية الهادفة الموجهة لهذه الفئة بشكل خاص.

كما أن أدب الطفل بأشكاله المختلفة ينقصه المشاركة في المعارض الدولية لما لهذه المعارض من دور كبير في الوصول إلى القارئ الصغير في كل مكان، ولكن لا زالت هنالك حاجة لرعاية ومساندة المنظمات والهيئات، وإقامة الندوات واللقاءات بمشاركة كبار المثقفين المهتمين في هذا المجال.

والأمل يحدونا إلى تطوير هذا الأدب كي نرفع مستوى ثقافة الطفل، لأن العناية بالطفل ورعايته ضمان لمستقبل الأمة وتقدمها في جميع المجالات.

http://www.informatics.gov.sa/module...icle&artid=174